01

أعرب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن بالغ سعادته وخالص شكره لترشيحه ومنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مدريد المستقلة أتونوما مدريد مؤكداً أن هذا التكريم من هذه الجامعة المشهود لها بالتميز لهو مصدر اعتزاز.

جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها ضمن الإحتفال الرسمي المقام في جامعة مدريد المستقلة أتونوما مدريد وذلك تقديرًا لجهود سموه في دعم الثقافة وبحضور رئيس الجامعة وعمداء الكليات وبعض القيادات الأكاديمية والسياسية في إسبانيا.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة :في البداية أود أن أعبر عن سعادتي بتواجدي في جامعة مدريد المستقلة أتونوما مدريد ويسرني الإلتقاء بهذا الجمع الكبير من الأكاديميين والباحثين المميزين، والضيوف المرموقين من الجامعات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

كما نود أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأساتذة قسم البيولوجي، وأعضاء لجان الجامعة المعنية بالتكريم والشهادات الفخرية، ورئيس الجامعة، ومجلس أمنائها، على ترشيحنا ومنحنا الدكتوراه الفخرية من جامعة "أتونوما مدريد" المشهود لها بالتميز بين جامعات إسبانيا وأوروبا ونتشرف بهذا التكريم الذي سنعتز به مدى الحياة.

 

وأضاف سموه : قد يعرف البعض منكم أني أقرأ وأكتب عن التاريخ منذ فترة طويلة وأعتقد أن ذلك يجري في دمي ولن أكف عنه طوال العمر وقد قرأت عن فترات كثيرة من تاريخ إسبانيا وشعوبها على مر العصور وشعرت بالإنبهار في بعض منها والحزن في البعض الآخر وحينما تقابلت مع البروفيسور أرتورو موراليس من جامعتكم وبصحبته سعادة سفير إسبانيا في دولة الإمارات العربية المتحدة لدعوتنا لحضور حفل اليوم تمنى البروفيسور موراليس أن تحتوي كلمتي خلال هذا الحفل على قصيدة شعرية باللغة العربية. وتبين أثناء اللقاء أنه مُطّلع على بعض ما كتبناه حول مواقف وأحداث متعددة قرأنا عنها أو عاصرناها وكان ردنا أننا سنفكر في الأمر وأخبرناه أن القصائد الشعرية الجميلة لابد أن تعبر عن مشاعر وأحاسيس مؤلفها حتى ولو كانت متعلقة بأحداث ومواقف حدثت منذ عدة قرون ولتقديرنا لجامعتكم والحضور الكريم استجبنا له، وها هي قصيدتنا اليوم:

 أتونوما مدريد برتب المعالي .. دعتنا للتكريم فلبينا بامتثالِ

معاهدُ التعليمِ جلَ همِها .. لحقيقةِ العلمِ لا ضرباً من خيالِ

ولا بهوى النفسِ ولا .. بهضِم الحقِ أو بذلٍ بمالِ

رعاةُ العلِمِ سأروي لكمُ .. حكايةَ التاريخِ دون ضلالِ

لقد أقام القوطُ في دياركمُ .. سنينَ بلا ذمةٍ أو إلالِ

وأضحت غرناطةُ فتاةً لعوباً .. تتراقصُ على تلك التلالِ

وكان قومي يومَها غزاةً .. فوقعت اللعوبُ في شَركِ الحبالِ

وقرت الفتاةُ في قصورٍ بها .. فَساقي تُسقى من خوابي الجبالِ

وتشربت مِنا علوماً فنوناً .. فكانت في الدُنىَ مضربَ الأمثالِ

ولما سعى قومَكمُ للتوحيد يوماً .. قبلنا التوحيدَ بشرطِ المنالِ

لعهودٍ ووعودٍ وحَمِى .. ذهبت بها ذارياتُ الرمالِ

دعاةُ العلم اليوم جئتكمُ .. حاملاً حجتي دون جدالِ

فإن أنصفتموني جل سعيكمُ .. وما ظني بينكم ظنونٌ باحتيالِ.

وأردف سموه قائلاً بعد أن ختم قصيدته :أما عن الحاضر والمستقبل، فلدى الشارقة وإسبانيا علاقات ثقافية وأكاديمية وإنسانية متنوعة وراسخة منذ عدة عقود. ومن أبرزها التعاون والعمل المشترك في مجال علم الآثار والتنقيب الأثري، الذي بدأ في عام 1996 بمزاولة بعثة التنقيب الأثري الإسبانية من جامعة "أوتونوما مدريد" أعمال موسمها الأول بالمنطقة الوسطى من إمارة الشارقة برئاسة الأستاذ الدكتور خواكين كوردوبا زويلو وبالتعاون مع العاملين بهيئة الآثار بالشارقة والحمد لله أكدت نتائج التنقيب حتى الآن اعتقادنا السابق بالأهمية الأثرية لهذه المنطقة.

واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بقول: يسعدنا أن نستمر في دعم التعاون بين جامعة مدريد المستقلة وهيئة الآثار وجامعات وأكاديميات الشارقة العلمية، وندعو الجميع إلى العمل المشترك في كل المجالات لدفع حدود المعرفة واستحداث التطبيقات التي تؤدي إلى التقدم والتطور الذي نشدوه جميعاً.