1

يشكّل «منتزه مليحة الوطني» أيقونة السياحة البيئية  في إمارة الشارقة، ونموذجاً رائداً في الحفاظ على البيئة وتنمية مواردها الطبيعية، حيث يفتح أبوابه أمام الزوار من داخل دولة الإمارات وخارجها ليخوضوا تجربة استثنائية تجمع بين جمال المشهد الصحراوي وسحر الحياة البرية الطبيعية.

نظم بيئية متنوعة وتضاريس متميزة

تكمن الجاذبية الفريدة للمنتزه في تنوع نظمه البيئية، حيث يمكن لعشاق الطبيعة ومناصري حماية البيئة استكشاف تضاريس متميزة، تشمل: الكثبان الرملية الهلالية "البرخان"، والسهول الحصوية، وتشكيلات الحجر الجيري، ويوفر هذا التنوع الطبوغرافي مواطن دقيقة ومتخصصة للكائنات الحية، والتي تسمح بازدهار مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات المتكيفة مع البيئة جنباً إلى جنب في المنتزه وتعزيز ثرائه البيئي، مما يعزز جاذبية مليحة على المستوى العالمي.

حاضنة التنوع البيولوجي

وثّق المنتزه أكثر من 100 نوع داخل حدوده، مما يرسخ مكانته كأحد أهم مناطق التنوع البيولوجي، بما في ذلك أكثر من 20 نوعاً من النباتات والأشجار الصحراوية المحلية، مثل شجرة الغاف ذات الجذور العميقة، والسنط أو "الأكاسيا المظلية"، وتفاح سدوم، إلى جانب زهرة الكحيلة العربية الموسمية، وغيرها من النباتات التي تلعب دوراً محورياً في النظام البيئي من خلال تثبيت التربة، والحفاظ على الرطوبة، وتوفير موائل طبيعية للكائنات الحية الأخرى.

ويدعم هذا الأساس النباتي التنوع البيولوجي للحياة البرية في المنتزه، مع أكثر من 11 نوعاً من الثدييات المتكيفة مع التضاريس والبيئة الصحراوية، أبرزها، الثعلب العربي الأحمر، وغزال الريم العربي الرشيق، كما يضم المنتزه أكثر من 10 أنواع من الزواحف، مثل سحلية السقنقور أو "سمكة الرمال"، وأفعى القرن العربية، وجميعها أتقنت فن التكيف والبقاء في الصحراء.

أما هواة مراقبة الطيور، فيمكنهم رصد أكثر من 20 نوعاً من الطيور منها عقاب بونيلي، وطائر التُمير العربي أو "عصفور الشمس العربي"، بالإضافة إلى عدة أنواع من الطيور المهاجرة. كما تلعب الكائنات الحية الصغيرة كالحشرات والعناكب دوراً أساسياً في النظام البيئي للمنتزه، مع وجود 39 نوعاً منها، وأبرزها نحلة النجار، التي تسهم في تلقيح أزهار النباتات، والعقرب العربي ذو الذيل السمين، وجميعها تلعب دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن البيئي.

مغامرات بيئية بانتظاركم

يترجم «منتزه مليحة الوطني» هذا التنوع البيولوجي إلى تجارب ومغامرات لا تُنسى، من خلال جولات مع دليل سياحي، وجولات مخصصة للتعرف على النباتات، واستكشاف البيئات المتنوعة، مما يربط الزوار بالنظام البيئي الصحراوي. كما توفر نقاط مراقبة الحياة البرية فرصاً لتأمل الحياة البرية والتقاط صور فوتوغرافية.

أما الباحثون عن تجربة تفاعلية، فيمكنهم الاستمتاع بجولات ركوب الخيل عبر الكثبان الرملية والسهول في تجربة فريدة للتواصل مع هذه الحيوانات النبيلة التي خدمت الإنسان لقرون طويلة. وتسهم جميع هذه الأنشطة في تعزيز الوعي البيئي، ودعم أهداف الاستدامة في دولة الإمارات.

المسؤولية البيئية والحفاظ على الطبيعة

تشكل جهود حماية الطبيعة والحفاظ على البيئة أمراً بالغ الأهمية في "منتزه مليحة الوطني"، حيث تضمن "منطقة الحفاظ على الطبيعة" بالشراكة مع "هيئة البيئة والمحميات الطبيعية"، حماية الموائل الطبيعية خلال استكشاف الزوار لها. وتعتبر "شروق" التنوع البيولوجي للمنتزه كـ"رأس مال طبيعي" لا يقدر بثمن، وتؤمن بأهمية الحفاظ عليه في تعزيز صحة البيئة، والتنمية الاقتصادية المستدامة من خلال السياحة البيئية.

وجاء تأسيس «منتزه مليحة الوطني» بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتتولى هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) مهمة تطويره وإدارته بما ينسجم مع أعلى معايير الاستدامة العالمية. ويمتد المنتزه على مساحة 34.2 كيلومتراً مربعاً ضمن المنطقة الأساسية لموقع «الفاية» المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ليؤكد مكانته كوجهة طبيعية وثقافية وتاريخية ذات قيمة عالمية.