img-0160

كشف علماء عن نهج علاجي جديد ومثير في مكافحة السرطان، مستند إلى بكتيريا تعيش في أمعاء ضفدع الشجر الياباني، حيث أظهرت إحدى السلالات قدرة لافتة على تقليص الأورام لدى الفئران حتى اختفائها بالكامل، من دون تسجيل آثار جانبية خطيرة.

ويأتي هذا الاكتشاف وفقًا لمجلة "Gut Microbes"، في إطار أبحاث انطلقت من ملاحظة علمية معروفة، مفادها أن البرمائيات والزواحف نادرًا ما تُصاب بالسرطان.

ودفع ذلك باحثين من المعهد الياباني المتقدم للعلوم والتكنولوجيا إلى دراسة تأثير نقل بكتيريا الأمعاء من هذه الكائنات إلى نماذج حيوانية، لمعرفة ما إذا كانت تمتلك خصائص مضادة للأورام.

واختبر الفريق البحثي 45 سلالة بكتيرية جُمعت من ضفادع وسمندل وسحالي، حيث أظهرت تسع سلالات قدرة واضحة على مقاومة الأورام.

غير أن السلالة الأكثر لفتًا للانتباه كانت بكتيريا تُعرف باسم Ewingella americana، المستخلصة من ضفادع الشجر.

وأوضح الباحثون في ورقة علمية منشورة أن جرعة واحدة من هذه البكتيريا لم تكتفِ بتقليص حجم الأورام لدى الفئران، بل أدت إلى اختفائها تمامًا.

والأكثر إثارة أن إعادة حقن الخلايا السرطانية بعد 30 يومًا لم تؤدِ إلى عودة الأورام خلال الشهر اللاحق.

وأظهرت التحليلات أن E. americana تعمل بآليتين متوازيتين؛ إذ تهاجم الأنسجة السرطانية مباشرة، وفي الوقت نفسه تعزز استجابة الجهاز المناعي، من خلال تنشيط الخلايا التائية والبائية والعدلات، وهي من العناصر الأساسية في الدفاع المناعي للجسم.

ويرجّح الباحثون أن فعالية هذه البكتيريا تعود إلى تكيفها مع البيئات منخفضة الأكسجين، وهي ظروف شائعة داخل الأورام السرطانية، حيث تفشل في العادة الخلايا المناعية وتضعف فاعلية العلاجات الكيميائية التقليدية.