برلمان-الطفل

استشرف أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل الجدد مع انعقاد جلستهم الأولى ضمن أعمال الدور الثانية للبرلمان مستقبل الإبتكار في الوطن العربي وأكدوا على قدرة الطفل العربي على المساهمة من خلال تحصيله المعرفي والعلمي والثقافي في إبداع طرح المشاريع وتوليد الأفكار الابتكارية .

وأشاروا في مداخلاتهم التي أثرت محاور الجلسة التي أقيمت من خلال التواصل المرئي عبر منصة زووم بسبب ظروف جائحة كورونا على امتلاك الوطن العربي لعقول مبدعة قادرة  على تحقيق طموحات الدول العربية في الانطلاق نحو الابتكار أسوة بما تحققه من دولة الامارات العربية المتحدة من نجاحات واتخاذها كنموذج لافت لبناء العقل البشري نحو الابتكار والابداع .

ترأست الجلسة التي تواصلت على مدى قرابة ثلاث ساعات الطفلة كنزي محمد عبدالله من جمهورية مصر العربية وعاونتها الطفلة ريتاج العباسي من المملكة البحرينية بوصفهما أكبر الأعضاء سناً .

حضر الجلسة أربعة وستون عضواً وعضوة يمثلون دورهم وهي الجمهورية الإسلامية الموريتانية و دولة ليبيا و الجمهورية اللبنانية بجانب مشاركة المملكة المغربية ودولة السودان وجمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية وجمهورية العراق وجمهورية جيبوتي والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة فلسطين ومملكة البحرين ودولة الكويت.

أعمال الدورة الثانية للجلسة الأولى للبرلمان العربي للطفل التي انعقدت مساء يوم السبت بدأت بكلمة لسعادة أيمن عثمان الباروت الأمين العام للبرلمان العربي للطفل مرحبا بأعضاء الدورة الثانية للبرلمان قائلا : من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن إمارة الشارقة، المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل، يسرني أن أرحب بكم جميعاً في مستهل الدورة الثانية، التي أتت بعد ما حققه أخوتكم الزملاء السابقين من نجاح كبير، وها أنتم تستلمون الأمانة التي أنتم أهل لها.

وتحدث في كلمته عن أهمية البرلمان العربي للطفل بقولة :إن البرلمان العربي للطفل سيظل منصتكم الآمنة للتعبير عن آمالكم وطموحاتكم في غدٍ أفضل وجميل..  ومن هذا المقام لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على مكارمه السخية ودعمه اللامحدود للبرلمان العربي للطفل حتى يكون منبراً لأطفال العرب للتعبير عن آرائهم في كافة القضايا التي تهم الطفل العربي، والشكر موصول كذلك لجامعة الدول العربية وأمينها العام معالي أحمد أبو الغيط، على ما تقدمه الجامعة من جهود لدعم البرلمان العربي للطفل وتعزيز دوره كمؤسسة تابعة للجامعة وأمانته العامة.

وأشار الباروت إلى انطلاق الجلسة الأولى للبرلمان في ظروف استثنائية : تنطلق الجلسة الأولى من الدورة الثانية للبرلمان العربي للطفل وسط ظروف استثنائية بسبب جائحة فايروس كورونا (كوفيد-19) ، وتماشياً مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والاشتراطات الصحية ستنطلق وقائع الجلسة الأولى عن بعد، والذي يشكل تحدياً لنا جميعاً لمواجهة تداعيات هذه الجائحة والانتصار عليها في القريب العاجل بإذن الله، حتى يتسنى لنا جميعاً عقد جلسات البرلمان مع أبنائنا الأعضاء واقعياً –عن قرب- في وطنكم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الجلسة القادمة إن شاء الله، متمنياً لأبنائي أعضاء البرلمان العربي للطفل في دورته الثانية دوام الصحة والعافية، والتوفيق والسداد في مهام عضويتهم لتحقيق ما نصبو له جميعاً من رفعة وشأن لهذا البرلمان العربي للطفل ليكون منبراً متفرداً على جميع الأصعدة.

بعدها جرى اسناد الرئاسة إلى أكبر الأعضاء سنا وهي بناءً على أحكام المادة رقم (11) من النظام الأساسي للبرلمان العربي للطفل، والتي تنص على : ويتولى رئاسة الجلسة الأولى لحين انتخاب الرئيس أكبر الأعضاء سناً" لتترأس الجلسة كنزي محمد عبدالله من جمهورية مصر العربية بوصفها أكبر الأعضاء سنا وعاونتها الطفلة ريتاج العباسي من المملكة البحرينية كونها تليها في السن .

وفي كلمتها أشارت كنزي محمد عبدالله رئيسة الجلسة قائلة :باسمِ الله وعلى بركةِ الله، نبدأُ وقائعَ جلستِنا الأولى، بالترحيبِ بجميعِ أعضاءِ وعضواتِ البرلمان العربي للطفلِ، وأباركَ لهم افتتاح َ الدورةِ الثانيةِ للبرلمانِ العربي للطفل بتاريخ اليوم السبت الثامن من  رجب 1442 هجري، الموافق 20 فبراير 2021 ميلادي، متمنياً لهم دوامَ التوفيقِ والسداد في مهامِ عضويتِهم وأردفت في كلمتها زملائي أعضاء البرلمان العربي للطفل نظراً للظروفِ الاستثنائية وعقدِ الجلسةِ عن بعد، أودُّ أن أنوه إلى أن انتخابِ رئيس البرلمان، ونائبيه، وتشكيلِ لجانِ البرلمان سيؤجلُ إلى الجلسةِ الثانية، المقررُ عقدهُا في شهر يوليو القادم إن شاء الله.

بعدها تلت الأمانة العامة للبرلمان أسماء المعتذرين عن حضور هذه الجلسة .

ثم أعلنت رئيسة الجلسة كنزي محمد عن البدء في موضوع الجلسة والاستماع إلى مشاركات ومداخلات أعضاء وعضوات البرلمان وأشارت إلى أن موضوع الجلسة الأولى  من الدورة الثانية: ((الابتكارُ منصةُ المستقبل)) ونوهت إلى أهمية الوصول إلى توصيات واقترحات هادفة وبناءة تخدم شؤون أطفال الوطني العربي وفتحت المجال للأستماع لمداخلات الأعضاء والعضوات حول موضوع الجلسة .

  وفي مداخلاتهم التي بلغت قرابة خمسين مداخلة من قبل أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل أكدوا خلال الجلسة أهمية الاستفادة من التقنية في البناء العربي الموحد والاستفادة من التجارب النجاحة العالمية وفي مقدمتها دولة الامارات العربية المتحدة في مجال ترسيخ أسس الابتكار وإنشاء المؤسسات الحاضنة الابتكار ودعم مواهب الطفولة العربية في كافة المجالات بجانب تعزيز فرص التعليم واكتشاف المواهب كمدخل لتنمية فرص الابتكار واستثمار الموارد المتاحة للحاق بركب الدول المتطورة .

وشكلت المداخلات التي قدمها الأعضاء من الذكور والاناث بوصفهم أعضاء جدد من خلال أولى مشاركاتهم البرلمانية إلى قدرتهم على طرح ومناقشة القضايا التي تخصهم ومنها الابتكار بأساليب منهجية  والوصول إلى حالة برلمانية ثقافية تبشر برؤيتهم الثاقبة وقناعتهم بأهمية الابتكار كعنوان لاستشراف المستقبل في شتى المجالات .

وعبر الأطفال الأعضاء عن رأيهم واستمعوا إلى بعضهم البعضهم مؤكدين في مداخلاتهم إلى أهمية تنمية المهارات الابتكارية لدى الأطفال بجانب تعزيز دور القراءة في هذا المجال مع دور الاسرة والوالدين والمجتمع وتوفير مختلف التقنيات لتنمية المهارات الابتكارية .

وأشاروا إلى أهمية الابتكار في مجال الاستدامة والحاجة إلى إعادة الاستخدام في التدوير وفق الإمكانات المتاحة من خلال الاهتمام بالبيئة المحيطة من ماء وهواء وأرض .

الجدير أن العديد من الأعضاء طرحوا مساهمات وأفكار خلاقة لمجالات ابتكارات الأطفال في خلال جائحة كورونا وكذلك فيما بعد جائحة كورونا واستخدام التطبيقات والحلول الذكية لمواصلة التعليم واستخدامها في مجال التواصل الاجتماعي والأسري فضلا عن تأكيدهم في عدد من المداخلات على أهمية حماية ابتكارات الأطفال وتسجيلها وضمان صونها وما يتحصل بها من حقوق .

وتداخلوا مؤكدين على أهمية  المعرفة والابتكار والاهتمام من قبل الجهات المعنية بدعم المشاريع الابتكارية وتبنيها مطالبين بمراكز ترعى الابتكارات المقدمة من الطفولة ومتابعة ما يقدمه الأطفال في مجالات ابتكار خدمات الكترونية ورقمية وتطبيقات مختلفة وتوفر منصة موجهة لتشجيع أطفال الوطن العربي على إجراء تجارب عملية تسهم وتشجع المواهب الإبداعية وتحمل على احتضان المشاريع الابتكارية وتطويعها بالشكل الأمثل ترسيخا لريادة الوطن العربي في هذا المجال وتحقيقا لطموحاتهم الكبيرة التي ابرزتها مداخلاتهم وكلماتهم المفعمة بالأمل.