في إطار الاستعدادات لانطلاق قمة "بريدج" 2025، أضخم حدث عالمي لقطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه، عقد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس "بريدج"، اجتماعاً مع نخبة من ممثلي "الاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية" (IFPI)، إلى جانب رواد صناعة الصوتيات الإقليميين، بهدف بحث مستقبل التبادل الثقافي والموسيقي في ضوء التحولات المتسارعة التي تشهدها تكنولوجيا إنتاج وتوزيع المحتوى المسموع على مستوى العالم.
وحضر الاجتماع، كل من فيكتوريا أوكلي، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية، وجون نولان، المدير المالي للاتحاد، وروان المنصوري، المديرة الإقليمية للاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب ممثلي مجموعة "يونيفيرسال ميوزيك": باتريك بولوس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، ورامي محسن، المدير العام الإقليمي، وأحمد نوريني، المدير الإقليمي للمجموعة في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود التحضيرية لقمة "بريدج" التي تُقام في الفترة 8–10 ديسمبر المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، والتي تتوزع فعالياتها على سبعة مسارات رئيسية تشمل الإعلام، والفن والموسيقى، وصناعة الأفلام، واقتصاد صناعة المحتوى، والألعاب الإلكترونية، والتقنية والذكاء الاصطناعي، والتسويق.
ويمثل "الاتحاد الدولي للصناعة الفونوغرافية" أكثر من 8000 شركة إنتاج موسيقي كبرى ومستقلة عبر ست قارات، من بينها "سوني ميوزيك" و"يونيفيرسال ميوزيك" و"وورنر ميوزيك"، إلى جانب خبرته الواسعة في تتبع توجهات مستمعي الموسيقى عالمياً وريادته في التحول الرقمي ورصد التحولات الثقافية.
ويقدّم "مسار الفن والموسيقى" في "بريدج" منصة تجمع الفنانين والمنتجين والتقنيين وخبراء الحقوق والمفكرين الثقافيين وقادة المنصات، لبحث مستقبل التأليف في بيئة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والعلاقة المتغيرة بين الإبداع والتكنولوجيا، وبروز صيغ تجريبية جديدة، واستمرار دور الموسيقى في تعزيز الحوار الثقافي. كما يناقش المسار تداخل الحدود بين الموسيقى والفيلم والألعاب الإلكترونية والأداء الرقمي والأزياء والسرد القصصي، بما يعكس ترابط الأشكال الثقافية المعاصرة عالمياً.
وأكد معالي عبدالله آل حامد، أن دولة الإمارات، وبرؤية قيادتنا الرشيدة، لا تسعى فقط لمواكبة الصناعات الإبداعية عالمياً، بل لتقودها وتعيد صياغة معاييرها، انطلاقاً من أنها تمثل ركيزة أساسية للقوة الناعمة ومحركاً حيوياً لاقتصاد المعرفة، مشيراً إلى أنه ومن هذا المنطلق، نعمل على بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات دولية رائدة لضمان بيئة مستدامة للمبدعين وتعزيز الاستثمار العالمي.
وقال معاليه: حريصون على توسيع آفاق التعاون الإقليمي والدولي من خلال شراكات استراتيجية مع IFPI وغيره من الاتحادات والمنظمات الدولية، لتعزيز النمو الاقتصادي لقطاعي الإعلام والترفيه، ودعم الإبداع والفنانين المحليين للوصول إلى أسواق جديدة.
وأشار معاليه إلى أن هذه الاجتماعات تمثل خطوة مهمة نحو تطوير سياسات مشتركة لإدارة البيانات وتحليل أداء الصناعات الإبداعية، بما يسهم في رسم خارطة طريق واضحة لتطوير هذه الصناعات في الإمارات، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة رائدة للإعلام والموسيقى على مستوى المنطقة والعالم.
ونوه معالي رئيس بريدج، بأن الموسيقى تعد واحدة من أعمق أشكال التعبير الإنساني وأكثرها رسوخًا، غير أن طرق إنتاجها واكتشافها ومشاركتها تمر اليوم بتحولات متسارعة يقودها التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه ومن هذا المنطلق، يأتي اللقاء مع قيادات الاتحاد وقادة قطاع الموسيقى في المنطقة ليؤكد الحاجة إلى منصة دولية منفتحة تجمع الخبرات والرؤى المختلفة في وقت تتداخل فيه التحولات الثقافية والتكنولوجية بصورة غير مسبوقة.
واختتم معاليه تصريحه بالتأكيد على أن قمة بريدج 2025 صُممت لتكون هذا الفضاء العالمي المفتوح للحوار، ولتعزيز مشاركة المبدعين والمؤسسات والمنتجين والمفكرين الثقافيين في صياغة مستقبل التبادل الإبداعي والموسيقي.
وشهد الاجتماع نقاشاً معمّقاً حول تأثير التطور التكنولوجي في أساليب إنتاج الموسيقى وتوزيعها واكتشافها وأدائها. وتناول المشاركون تنامي دور الذكاء الاصطناعي في التأليف والتوزيع، وتأثير منصات المقاطع القصيرة على عادات الاستماع عالمياً، وصعود "تقنيات الصوت الغامر" التي تقدم تجربة استماع ثلاثية الأبعاد. كما بحث الاجتماع اتساع حضور فناني منطقة الشرق الأوسط في الأسواق الدولية، وتطور الحقوق والملكية والهوية الثقافية في ظل تداول المحتوى عبر الحدود بسرعة غير مسبوقة.
واختُتم الاجتماع بتأكيد دور دولة الإمارات في توفير منصة استشرافية تجمع الفنانين والتقنيين والمؤسسات الثقافية وصناع السياسات وقادة الصناعات الإبداعية، لمناقشة مستقبل التعبير الإبداعي والمشهد الموسيقي العالمي.