6908809

بحث العلماء على مدى عقود في العلاقة بين أمراض اللثة وصحة القلب والأوعية الدموية. وتبدأ أمراض اللثة عادة عندما يتراكم غشاء لزج مملوء بالبكتيريا يُعرف باسم «البلاك» حول الأسنان.

وفي المقابل، هناك نوع مختلف تماماً من البلاك يتكوّن داخل الشرايين، ويتألف من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى موجودة في الدم.

ويُعرف هذا التراكم الدهني باسم «تصلب الشرايين»، وهو السمة المميزة لمرض الشريان التاجي.

ويواجه الأشخاص المصابون بأمراض اللثة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرها من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة بمعدل يزيد بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بغيرهم.

وقد لا تكون هناك علاقة مباشرة، فالكثير من المصابين بأمراض القلب لديهم لثة سليمة، وليس كل من يعاني أمراض اللثة يصاب بمشكلات قلبية.

وتفسر العوامل المشتركة، مثل التدخين أو النظام الغذائي غير الصحي، هذا الارتباط.

ومع ذلك، يتزايد الشك في أن أمراض اللثة قد تكون عامل خطِراً مستقلاً للإصابة بأمراض القلب.

تسوس الأسنان قد يؤدي إلى التهابات داخلية

قالت أخصائية أمراض اللثة، هاتيجي هستورك، من جامعة هارفارد إن أمراض اللثة تزيد من عبء الالتهابات على الجسم.

وأوضحت أن الالتهاب الحاد نتيجة أمراض اللثة هو استجابة مناعية فورية يطلق فيها الجسم خلايا مناعية لمهاجمة والميكروبات التي تساعد على الشفاء على المدى القصير.

لكن الالتهاب المزمن طويل الأمد للثة الذي لم تتم معالجته، يُعد عاملاً رئيسياً مساهماً في العديد من المشكلات الصحية، وعلى رأسها تصلب الشرايين.

أمراض اللثة قد تؤثر في القلب

في دراسة نشرها موقع Health Harvard شملت أكثر من 1600 شخص فوق سن الستين، وُجد أن الأشخاص المصابين بأمراض اللثة لديهم احتمال أكبر بنسبة تقارب 30% للإصابة بأول نوبة قلبية. والمفاجأة أن هذا الخطر بقي موجوداً حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل السكري، التدخين، والتعليم.

جدير بالذكر أن البكتيريا الموجودة في الفم عند الإصابة بأمراض اللثة لا تبقى فقط في الفم؛ بل يمكن أن تدخل إلى الدم وتساعد على تكوّن ترسبات دهنية داخل الشرايين، وهي التي تُضيّق مجرى الدم وقد تسبب الجلطات.

كما أن الالتهاب المزمن في اللثة يجعل الجسم يُنتج نوعاً نشطاً من خلايا الدم البيضاء، وهذه الخلايا قد تهاجم جدران الشرايين وتسبب أضراراً، ما يُسهّل تكوين الترسبات على الأوعية الدموية.

بكتيريا الفم تضر بالجهاز المناعي

عند وجود التهاب في اللثة، تصبح أنسجة الفم أكثر قابلية لاختراق البكتيريا.

تدخل هذه البكتيريا إلى مجرى الدم من خلال الجيوب اللثوية (المسافات بين الأسنان واللثة) خاصة أثناء المضغ أو تنظيف الأسنان بقوة.

إذا استمرت البكتيريا في دخول الجسم لفترة طويلة كما في حالة أمراض اللثة المزمنة فإن:

•الجهاز المناعي يظل في حالة تأهب دائم، وهو ما يؤدي إلى التهاب مزمن.

•يستهلك الالتهاب طاقة الجسم ويُنهك دفاعاته.

•قد تبدأ خلايا الدم البيضاء في مهاجمة أنسجة الجسم السليمة، ما يسبب أمراضاً مثل تصلب الشرايين.

نظّف أسنانك مرتين يومياً على الأقل

تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يومياً يمكن أن يمنع؛ بل ويعكس المرحلة المبكرة من أمراض اللثة المعروفة باسم التهاب اللثة.

• إذا أخبرك طبيب الأسنان بأنك تعاني التهاب اللثة، توصي الدكتورة هستورك بطلب عرض عملي لطريقة استخدام الفرشاة واستخدام الخيط الصحيحة.

• كثير من الناس لا يخصصون وقتاً كافياً للفرشاة، مع أن المدة الموصى بها هي دقيقتان يومياً.

• استخدام خيط الأسنان يزيل الغشاء اللزج بين الأسنان الذي يؤدي إلى تراكم البلاك.

• كما يُنصح بإجراء تنظيف احترافي للأسنان مرتين في السنة لدى طبيب الأسنان أو أخصائي النظافة.