
يعتمد كثير من الأفراد على طقوس غذائية بسيطة قبل تناول وجبة الإفطار، في تقليد يومي يسعون من خلاله إلى تعزيز الطاقة، وتحسين أداء الجهاز الهضمي ومن بين هذه العادات، برزت وصفة «التمر المنقوع»، التي تُحضَّر بترك عدد من حبات التمر في كوب من الماء طوال الليل، ليُشرب الماء صباحاً مع التمر، على معدة فارغة.
ويطلق بعض المختصين على هذه العادة الصحية اسم «شراب الفوائد الصامتة»، لما له من تأثير فعّال دون إثارة الجهاز الهضمي، أو التسبب بإرهاق للبدن عند بدء اليوم، وتوضح مروة محمد، اختصاصية التغذية، أن نقع التمر لا يُغيّر فقط من قوامه، بل يحوّل الماء إلى سائل غني بالعناصر الغذائية التي تتسرّب من التمر طوال فترة النقع، ما يسهّل امتصاصها صباحاً.
وتقول مروة: «التمر المنقوع يُعدّ مصدراً غذائياً متكاملاً، نظراً لغناه بالسكريات الطبيعية، والألياف، والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، فضلاً عن احتوائه على مضادات أكسدة قوية تسهم في تقوية المناعة وحماية خلايا الجسم من التلف».
وتضيف: «عند شرب هذا المزيج صباحاً، يُلاحظ كثيرون تحسّناً في حركة الأمعاء، وانخفاضاً في أعراض الإمساك، إلى جانب شعور سريع بالترطيب والطاقة».
وبحسب دراسات غذائية حديثة، فإن تناول ماء التمر على الريق قد يُسهم أيضاً في تنظيم مستويات السكر في الدم، لا سيما لمرضى السكري من النوع الثاني، إذ يوفر مصدراً للسكر الطبيعي يرفع الطاقة تدريجياً دون التسبب في اضطرابات مفاجئة في الجلوكوز.
من جهة أخرى، يُوصي مختصو التغذية بهذا المشروب للأشخاص الذين يعانون التعب الصباحي أو ضعف التركيز، حيث يوفر طاقة طبيعية متوازنة دون الحاجة إلى المنبهات، كما يدعم وظائف الكبد، ويساعد على طرد السموم، ويحافظ على حيوية الجهاز الهضمي.
وتتابع الاختصاصية: «لضمان الفائدة القصوى، يُفضل نقع من ثلاث إلى خمس تمرات في ماء نقي طوال الليل، مع تغطية الكوب وتركه بدرجة حرارة الغرفة، ثم يُشرب الماء في الصباح، وتُؤكل التمرات قبل تناول أي وجبة».
ويزداد الاعتماد على هذه الوصفة بشكل ملحوظ في شهر رمضان، إذ تمثّل خياراً صحياً لطيفاً لكسر الصيام، حيث يعوّض التمر السكريات المفقودة خلال ساعات الامتناع عن الطعام، بينما يمنح الماء المنقوع ترطيباً فورياً.
ولا يقتصر دور التمر المنقوع على الصائمين، بل ينصح به أيضاً للرياضيين قبل أداء التمارين الصباحية، خاصة لمن لا يفضلون تناول وجبات ثقيلة قبل النشاط البدني، فالمزيج يمنح دفعة سريعة وآمنة من الطاقة، دون إرهاق المعدة أو التأثير في الأداء الرياضي.
ورغم تعدد الفوائد، تحذر الاختصاصية، من الإفراط، موضحة أن «تناول التمر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية، ورفع مستوى السكر في الدم، لذا يُنصح بالاكتفاء بـ 3 أو 5 تمرات يومياً مع كوب ماء واحد»