يوسي ماتياس (1)

شهدت "خلوة الذكاء الاصطناعي" التي تنعقد في أول أيام "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، كلمات رئيسية محورية من عدد من الخبراء والقيادات في الشركات التكنولوجية العالمية ركّزت على أهمية توفير مقومات الابتكار كثقافة راسخة في مختلف القطاعات وكأولوية تتقدم على الممكّنات الأخرى لتطوير بيئة محفزة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، جنباً إلى جنب مع توسيع نطاقات أثره الإيجابي على المستوى المحلي الذي يلمسه الأفراد والمؤسسات ومجتمعات الأعمال على حد سواء.

مايكل سبرانجر (2)

 

وفي كلمة رئيسية بعنوان "العقلية الإبداعية أول خطوة في مسيرة الابتكار "، أكد مايكل سبرانجر، رئيس "سوني للذكاء الاصطناعي"، أن المقاربة الأصح لتعزيز الابتكار في أي قطاع من القطاعات، لا سيما قطاع الذكاء الاصطناعي وتطوير استخداماته، يجب أن تركز أولاً على بناء ثقافة الابتكار وتحفيز التفكير الإبداعي والسلوك المبتكر، قبل التركيز على امتلاك أو تبنّي التقنيات الحديثة.  

وطرح سبرانجر رؤيته حول أهمية الثقافة المؤسسية، وعقلية القيادة، والانفتاح على التجارب، كمحركات فعلية للتقدم في عصر الذكاء الاصطناعي، منطلقاً في طرحه من تجارب عملية لشركة سوني للذكاء الاصطناعي، لكيفية الانتقال من التحكم إلى التعاون والتكامل، ومن التفكير التقليدي إلى التعلم المرن الذي يتكيف مع المتغيرات، كمسار سريع للوصول إلى ابتكار يحدث التحولات في مختلف القطاعات.

وقال خلال الجلسة: "نقود تحولاً غير مسبوق عبر تعزيز الإبداع البشري باستخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول، ونؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل أداة لإطلاق إبداع الإنسان. ونعمل من خلال نهج يرتكز على تمكين الإبداع البشري، وإرساء الأخلاقيات، وتعزيز التنوع والتعاون عبر القطاعات."

واختتم سبرانجر: "نحن نعيش بداية عصر جديد يحتم علينا إعادة الهيكلة المؤسسية وإلهام فرق العمل لتكون أكثر ابتكاراً، مع التركيز على بناء بنية تحتية متطورة وتشكيل معايير جديدة أكثر مرونة وشمولية."

يوسي ماتياس (2)

ابتكار عالمي لأثر محلي

بدوره، اعتبر يوسي ماتياس، نائب الرئيس ومدير البحوث لدى "جوجل للأبحاث"، في كلمة في "خلوة الذكاء الاصطناعي" بعنوان "تسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي كمحرك للتحول العالمي"، أن ترجمة أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى حلول عملية تُعالج تحديات العالم الحقيقي على أرض الواقع، كما في الارتقاء بمستويات الرعاية الصحية وتعزيز جاهزية الاستجابة للطوارئ، هي الغاية التي يجب التركيز عليها لدى الابتكار عالمياً في تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي.

 وسلط ماتياس الضوء على دور الابتكارات التكنولوجية العالمية في تعزيز التحولات الإيجابية المحلية، مستعرضاً المبادئ والشراكات والاستراتيجيات اللازمة لضمان استفادة المجتمعات حول العالم من ابتكارات الذكاء الاصطناعي.

وقال ماتياس، أمام الخبراء والمختصين من القطاعين الحكومي والخاص، ومصممي السياسات، وقيادات الصناعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من العالم، الحاضرين لأعمال "خلوة الذكاء الاصطناعي 2025" في "متحف المستقبل" بدبي: "نعيش اليوم العصر الذهبي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث يلتقي الفضول بالابتكار ليشكّل منظومة قوية تدفعنا لاكتشاف حلول حقيقية للتحديات الراهنة. فالذكاء الاصطناعي قوة دافعة لتسريع الاكتشافات العلمية وتطوير القطاع الطبي والتعليمي."

وأضاف ماتياس في حديثه عن الدور المحوري المستقبلي للذكاء الاصطناعي في مختلف مسارات الحياة البشرية: "بات تأثير التقدم في الذكاء الاصطناعي ملموساً في عدة مجالات حيوية، اعتباراً من الرعاية الصحية والتعليم والاستجابة للأزمات وحماية المجتمعات، ووصولاً إلى التنبؤ بالكوارث وتسريع الاكتشافات العلمية والوقاية من الأمراض. وتحفزنا هذه التطبيقات الناجحة على مواصلة تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية على نطاق غير مسبوق. ونحن ماضون بدفع البحث العملي والابتكار والتأثير المجتمعي عبر الذكاء الاصطناعي."