gh 8 -

في مركز أكسبو الشارقة، شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الإثنين، انطلاق النسخة الـ 11 لمنتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر، تحت شعار "مستقبل السياحة: في مجالات الرقمنة، الصحة والسلامة"، حيث يجمع المنتدى عدداً من الخبراء العالميين، وقادة القطاع، وصناع القرار والسياسات، لمناقشات التوجهات المستقبلية في السياحة، وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة، لتحسين تجربة السياح، وتعزيز الاستدامة في القطاع.

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الإثنين، انطلاق النسخة الـ 11 لمنتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر، تحت شعار "مستقبل السياحة: في مجالات الرقمنة، الصحة والسلامة"، والذي يقام بتنظيم من هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وذلك في مركز أكسبو الشارقة.

واستهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شاهد سموه والحضور بعدها عرضاً مصوراً تناول أهداف المنتدى وأبرز ما ستتم مناقشته في الجلسات، وألقى عقبه خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، كلمة رحب فيها بسمو نائب حاكم الشارقة والحضور في المنتدى الذي يجمع عدداً من الخبراء العالميين، وقادة القطاع المبدعين وصناع القرار والسياسات، لمناقشات التوجهات المستقبلية في السياحة وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين تجربة السياح وتعزيز الاستدامة في القطاع.

وأشار المدفع إلى الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي مؤخراً، وذلك وفقاً للأرقام التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي تبين العودة للأرقام السابقة، الأمر الذي يعكس التعافي خصوصاً بعد جائحة "كوفيد 19"، موضحاً أن الدراسات تشير إلى أن عام 2024 سيسجل زيادة تقدر بنسبة مابين 4-6% في المنطقة، مما يساهم في دعم الاقتصاد العالمي.

وأكد رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، أن التطورات اللوجستية في قطاع السياحة والتحسينات في البنية التحتية تؤدي إلى اهتمام المسافرين والشركات، مما يساهم في تعزيز القطاع، حيث تعتبر منطقة الشرق الأوسط هي الوحيدة التي حققت نمواً في عدد السياح بلغت نسبته 122% في عام 2023 مقارنة بعام 2019.

وأضاف المدفع، أن السياحة تعد من القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي والعالمي، حيث تساهم في توفير فرص العمل وزيادة الدخل وجذب الاستثمارات، وتولي القيادة الرشيدة في الدولة اهتماماً بالغاً بتطوير قطاع السياحة وذلك من خلال اطلاقها الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية عالمية رائدة.

وتناول خالد جاسم المدفع التطور السياحي الذي تشهده إمارة الشارقة، قائلاً: " نشهد اليوم استمراراً للحركة التنموية في إمارة الشارقة في مختلف القطاعات بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يولي اهتماماً بالغاً لتطوير القطاع السياحي، وتعزيز مكانة الإمارة على خارطة السياحة العالمية، فتحت قيادة سموه تشهد الشارقة نمواً كبيراً في مختلف القطاعات الحيوية، مما جعلها اليوم من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة".

واختتم المدفع كلمته متحدثاً عن المنتدى وأهدافه، قائلاً: " يناقش المنتدى في نسخته الحالية كيف يمكن للرقمنة والابتكار أن يعززان من النمو في قطاع السياحة، ويجعلان وجهاتنا مفضلة للسياح، من جميع إنحاء العالم، ونؤكد من خلال مشاركتنا على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق الاستدامة من أجل مستقبل سياحي واعد".

ومن جانبه ألقى عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد كلمة أشاد في بدايتها بالتنظيم المتميز للمنتدى، مؤكداً أن المنتدى يوفر منصة مثالية لمناقشة سبل وآليات تطوير السياحة الإماراتية إلى مستوى جديد، والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والعالمية في التنمية السياحية، من خلال الموضوعات المطروحة على أجندته، معتبراً أنها ركائز مهمة في قطاع السياحي، متناولاً أبرز النقاط التي يجب العمل عليها وهي: تطوير بنية تحتية رقمية متميزة، وخلق الفرص للقطاع الخاص للاستثمار والتوسع، والتحديث المستمر على السياسات والاستراتيجيات الحكومية.

ووصف وكيل وزارة الاقتصاد بأن القطاع السياحي يعد أحد أهم المحركات التنموية للاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أبرز الأرقام والجهود التي حققتها دولة الإمارات، حيث احتلت المركز الأول إقليمياً في مؤشر التنمية السياحة والسفر، فيما جاءت في المركز السادس عالمياً كأكبر الأسواق دخلاً في إيرادات السياحة، والتي بلغت 191 مليار درهم في عام 2023، بالإضافة إلى زيادة عدد النزلاء بالمنشآت الفندقية في الدولة، ووصولها إلى 15.3 مليون خلال الشهور الست الأولى من العام الحالي.

وأشار آل صالح إلى الجهود التي قامت بها الدولة لتعزيز القطاع السياحي، قائلاً: " إن هذه المؤشرات الإيجابية تعكس ما يتمتع به القطاع السياحي في الدولة من فرص واعدة، ولا شك أن الجهود والسياسات التي تبنتها دولة الإمارات لتنمية قطاعي السياحة والسفر على مدار السنوات القليلة الماضية كان لها دور محوري في تحقيق هذا الزخم"، مشيراً إلى إطلاق دولة الإمارات للإستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، التي وضعت خارطة طريق لبناء قطاع سياحي مستدام يسهم في دعم الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.

وتناول وكيل وزارة الاقتصاد أهمية توطين التكنولوجيا والابتكار وأثرها على السياحة، قائلاً:" نؤمن بأهمية توطين السياحة التكنولوجية والابتكار والرقمنة في تطوير السياحة الوطنية، وتعزيزها لتجربة السياحة للزوار وجعلها أكثر سهولة ومرونة، وحرصت الإمارات على الاستثمار في تطبيقات الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي ما يسمح للزوار بالتخطيط لحجوزاتهم والتنقل بسهولة داخل الدولة، فضلاً عن تقديم معلومات شاملة وفورية عن الأماكن السياحية والفعاليات المختلفة".

وكشف عبدالله آل صالح أن دولة الإمارات تعمل حالياً مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة لتنفيذ مشروع تجريبي لقياس السياحة المستدامة في دولة الإمارات، والذي سيتم من خلاله قياس الأثر الاقتصادي لقطاع السياحة وقياس الأثر البيئي والثقافي والاجتماعي للقطاع، وهذا ما يؤكد جهود الدولة في دعم السياحة المستدامة، إضافة إلى جانب التعليم وتنمية الموارد البشرية في القطاع السياحي من خلال تطبيق أفضل الممارسات الدولية لدمج السياحة بالمناهج التعليمية.

وأشار وكيل وزارة الاقتصاد إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً رائداً في تبني التقنيات الصحية المتكاملة وتوفير حلول صحية رقمية والالتزام بإجراءات وقائية متقدمة للسفر والطيران، تهدف إلى تعزيز الأمان الصحي وجعل الإمارات وجهة آمنة وموثوقة للسياحة.

واختتم آل صالح كلمته مؤكداً أن جهود التنمية السياحية في الدولة مستمرة ومتكاملة بالتعاون بين الجهات الإتحادية والمحلية السياحية والشراكة مع شركات الطيران الوطنية ومنظمة السياحة العالمية، لتحقيق المستهدفات الوطنية لقطاع السياحة، مشيراً إلى أن الجلسات والورش التي ستُعقد في المنتدى ستكون مهمة لخلق أفكاراً وحلولاً مبتكرة جديدة تسهم في دعم المساعي لترسيخ مكانة الإمارات كوجهة سياحية رائدة ومستدامة.

وقدمت بسمة الميمان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، عرضاً مرئياً تناولت خلاله دور المنظمة في الابتكار والقدرات الرقمية وعكسها في القطاع السياحي، ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل السياحة الذكية في جميع إنحاء العالم وفي منطقة الشرق الأوسط.

وشاركت الميمان خلال عرضها بعض بيانات السياحة العالمية خلال العاميين الماضيين وفقاً لمقياس السياحة التابع لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي بلغ فيها عدد السياح الدوليين الوافدين 1.3 مليار سائح، فيما بلغت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 9.1٪، وحققت صادرات السياحة 1.7 تريليون دولار أمريكي، الأمر الذي يعكس انتعاش قطاع السياحة بعد جائحة "كوفيد 19"، أما على مستوى توفر الفرص فقد أشارت الإحصائيات إلى توفير 27 مليون وظيفة جديدة في قطاع السياحة خلال عام 2023.

كما تناولت الميمان موضوعات عدة حول الدور الأساسي للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، والبيانات والذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، والدول الأكثر تطبيقاً للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي، ومبادرات المنظمة في البحوث السياحية.

وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال افتتاح المنتدى جلسة بعنوان "السياحة في عصر التحول الرقمي"، تحدث خلالها كل من أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وبسمة الميمان المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والتي ناقشت دور التقنيات الرقمية في إعادة رسم ملامح قطاع السياحة.

وأكد أحمد عبيد القصير على أهمية الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص والمجتمعات المحلية لدعم السياحة، معتبراً أنها تؤثر أيضاً على الناتج المحلي وتوفر العديد من الفرص مثل الوظائف والاستثمار للشباب وتؤثر على اقتصاد الدولة، مشيراً إلى أن الشارقة تمتلك المقومات السياحية الكبيرة التي تجعلها إحدى الوجهات المفضلة ودلك لتنوعها البيئي والثقافي والتراثي، بالإضافة إلى التجارب العديدة التي تجعل من رحلة السائح جاذبة.

ومن جانبها أكدت بسمة الميمان إلى أن الإحصائيات تشير إلى تعافي المنطقة بعد جائحة "كوفيد 19" مما يؤكد استثمار الحكومات وجهودها الكبيرة في قطاع السياحة من خلال التوجه إلى الرقمنة واستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير السياحة، مؤكداً على أهميتها بشرط عدم تأثيرها على الوظائف السياحية مثل المرشدين السياحيين، واعتبارها مكملة لعملهم.

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بعد ختام الجلسة بتكريم المتحدثين والشركاء مقدماً لهم الدروع التذكارية وملتقطاً معهم الصور.

كما تجول سموه في أروقة المعرض المصاحب للمنتدى الذي يشارك فيه عدداً من الجهات الحكومية والخاصة المتخصصة في قطاع السياحة والسفر، متعرفاً سموه على أبرز مشاركاتهم وما يقدمونه من خدمات تعزز قطاعي السياحة والسفر في دولة الإمارات والشارقة بشكل خاص.

وأطلقت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة رسمياً المنتدى الدولي للسياحة والسفر هذا العام مع سلسلة من المناقشات والجلسات وورش العمل رفيعة المستوى التي تقام على مدار اليوم، للمساعدة في تنمية قطاع السياحة وإمكاناته ووضعه في دائرة الضوء العالمية.

ويناقش المنتدى خلال جلساته عدة موضوعات مهمة في مجال السياحة ومنها الجلسات الرئيسة والتي تحمل عنوان "السياحة 2030: تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة والسلامة في العالم الرقمي"، و"استكشاف آفاق الرقمنة والصحة والسلامة في مجال السياحة"، بالإضافة إلى "مستقبل السياحة الآمنة: البروتوكولات الصحية وأفضل الممارسات".

وقد أصبح منتدى الشارقة الدولي للسياحة والسفر، الذي بات في نسخته الحادية عشرة حالياً، حدثاً عالمياً راسخاً وأساسياً بالنسبة لخبراء القطاع وممثلي الحكومات وقادة القطاع الخاص، ومن خلال الجمع بين الرؤى المتعلقة بمعايير التكنولوجيا والصحة والسلامة، تساعد في ترسيخ مكانة الإمارة في طليعة توجهات السياحة المستدامة والآمنة والمتطورة رقمياً.

وحضر الافتتاح إلى جانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من: الشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وحمد جمعة الشامسي رئيس دائرة التخطيط والمساحة، وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعدداً من كبار المسؤولين مديري الدوائر والهيئات الحكومية، وممثلي الجهات المشاركة.

الشارقة 24