KHDA2017

أطلق مركز دبي للتوحد حملته السنوية للتوعية بوسائل الكشف المبكر للتوحد للعام الدراسي 2024-2025 تحت شعار «المدرسة للجميع» والتي تستهدف الطواقم الإدارية والتعليمية في مراكز الطفولة المبكرة ورياض الأطفال في مدارس إمارة دبي، من أجل توعيتهم بالإجراءات السليمة المتبعة في حال الاشتباه بأعراض اضطراب طيف التوحد.

وأكد محمد العمادي، المدير العام لمركز دبي للتوحُّد أن الحملة تأتي في إطار تحقيق السياسة الوطنية لذوي اضطراب التوحد، وعلى ضوء أهداف المرسوم الصادر بشأن مركز دبي للتوحد رقم (26) لسنة 2021 فيما يتعلق بالمساهمة في زيادة وعي المُجتمع وتوفير الخدمات السريريّة بأحدث المقاييس المعمول بها عالميّاً للكشف عن أعراض اضطراب طيف التوحُّد.

وقال العمادي: "تركز الحملة، الممتدة من أكتوبر 2024 وحتى أبريل 2025، بشكل خاص على مراكز الطفولة المبكرة ومراحل رياض الأطفال في مدارس إمارة دبي، بهدف تزويد رؤساء ومعلمي المرحلة التأسيسية ورياض الأطفال بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعرف على العلامات المبكرة للتوحد".

وأفاد العمادي بأن الحملة تتضمن ورش عمل تدريبية يقدمها مركز دبي للتوحد بشكل مجاني أسبوعياً كل يوم جمعة، ويشارك فيها أكثر من (500) مركز للطفولة المبكرة ومدرسة في إمارة دبي، مبيناً بأن هذه الورش تهدف إلى تمكين المعلمين من خلال تزويدهم بالوسائل اللازمة للكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد، ومساعدتهم على إحالة الأطفال للاستشارة المتخصصة والتقييم الشامل لضمان حصول الأطفال على الدعم المناسب في الوقت المناسب، مما يعزز بشكل كبير من مهاراتهم وقدراتهم النمائية.

وأشار العمادي بأنه منذ بداية عام 2024 تم اجراء استشارات مجانية لعدد (306) أطفال من بينهم (82) طفلا إماراتيا، وتم اجراء جلسات للتقييم الشامل لعدد (131) طفلا استفاد منها بشكل مجاني (52) طفلا إماراتيا، هذا بالإضافة إلى اجراء (45) جلسة للتقييم النفسي.

وأوضح أن عمليات التقييم والتشخيص نتج عنها توصية (162) طفلا منهم (34) طفلا إماراتيا للخضوع لخدمات تحليل السلوك التطبيقي، وتوصية (109) أطفال بينهم (28) طفلا إماراتيا للخضوع لجلسات علاج النطق والتخاطب، وتوصية (109) أطفال بينهم (25) طفلا إماراتيا للخضوع لجلسات العلاج الوظيفي.

ووفقا للعمادي، تمت التوصية خلال هذه الفترة، بالتحاق (18) طفلا بينهم (6) أطفال إماراتيين بخدمات النظام المدرسي بمركز دبي للتوحد، موضحاً بأن عدد الأفراد الملتحقين في النظامين المدرسي والعيادي في مركز دبي للتوحد وصل هذا العام إلى حوالي (150) طفلا بينهم (60) مواطنا.

من جهتها، أكدت نورة السعدي، اختصاصي التعليم الدامج في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أهمية نشر التوعية لدى المجتمع حول سبل التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد، وتوفير فهم واضح بالإجراءات السليمة للتعامل مع أعراضه، بما يسهم في تسريع تعلم الطفل وتقدمه ونموه، وتلبية احتياجات جميع الأطفال في سن مبكرة، وضمان جودة خدمات التعليم الدامج المقدمة لهم. نحن ندعم بدورنا جهود زملائنا في مركز دبي للتوحد ضمن حملة التوعية بالمؤشرات الأولية للتوحد 2024-2025، ونُشجِّع المؤسسات التعليمية المستهدفة على الانضمام إلى الحملة لدورها في مساعدة المعلمين في مراكز الطفولة المبكرة والمدارس على التعرف على العلامات المبكرة للتوحد وأساليب الاستجابة له، بما يواكب رؤية دبي ومستهدفاتها كمدينة صديقة لأصحاب الهمم".

يذكر أنه تم إنشاء مركز دبي للتوحد كمؤسسة غير ربحية في عام 2001 بموجب المرسوم رقم (21) لسنة 2001، ويتمثل أحد أهداف المركز الرئيسية وفقًا للمرسوم رقم (26) لسنة 2021 الصادر بشأن مركز دبي للتوحد، في المُساهمة في جعل الإمارة مركزاً رائِداً على مُستوى العالم في مجال تقديم برامج التربية الخاصّة والخدمات العلاجيّة التأهيليّة المُتخصِّصة المُعتمدة للأشخاص الذين تم تشخيصُهم بالتوحُّد. وتتكون الموارد المالية للمركز من الإعانات والهبات والتبرعات ومن أي وقف خيري يوقف على المركز.

ويعد اضطراب طيف التوحُّد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحُّد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به. إن النمو السريع لهذا الاضطراب لافت للنظر فمعظم الدراسات تقدّر نسبة المصابين به اعتماداً على تقرير مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) الصادر عام 2021 والذي يشير إلى وجود إصابة واحدة لكل 36 طفلا، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.