يبليبل

يعاني كثيرون من مشكلات القولون العصبي، وخاصة في ظل اتباع أنماط غذائية غير صحية، تعتمد على الوجبات الغنية بالدهون، لكن الأسوأ هو التعرض لضغوط نفسية وعصبية شديدة.

وتعد فترة الاستعداد للامتحانات المدرسية أو الجامعية، مصدراً لهذه النوعية من الضغوط، ما يتسبب في تعقيد مشكلات الجهاز الهضمي، وظهور أعراض «القولون العصبي».

وتشير د. رانيا عبد الله الجوهري، الأستاذ في معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، التابع للمركز القومي للبحوث في مصر، إلى أن العديد من الطلاب يعانون بصفة خاصة مشكلات صحية خلال فترة الامتحانات، تؤثر بشدة في الأداء والتركيز، من أبرز هذه المشكلات «القولون العصبي»، الذي يتفاقم بسبب التوتر النفسي والضغط الدراسي في جميع مراحل التعليم.

وتوضح أن «القولون العصبي» يرتبط بمجموعة من العوامل النفسية والجسدية، ومن أبرزها الضغط النفسي الشديد الناتج عن الخوف من الفشل أو عدم تحقيق الدرجات المطلوبة، بالإضافة إلى القلق المستمر والتفكير المفرط والمخاوف المرتبطة بالامتحانات.

وتحذر من تأثير قلة النوم الناتجة عن السهر الطويل، لأنها تؤثر في توازن الجهاز العصبي والهضمي، إلى جانب سوء التغذية الناتج عن الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات المنبهة، لافتة إلى أن قلة الحركة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة دون نشاط بدني تتسبب كذلك في تفاقم المشكلة.

وتشير د. رانيا عبد الله الجوهري، إلى أن شدة الأعراض تختلف بين الأفراد، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعاً خلال فترة الامتحانات تشمل آلاماً وتقلصات في البطن، خصوصاً قبل أو بعد الامتحان، بالإضافة إلى الانتفاخ والغازات المزعجة.

وتضيف أن البعض قد يعاني إسهالاً أو إمساكاً متكرراً، أو التناوب بين الحالتين، ومن الشعور بعدم الراحة أو الإفراغ الكامل بعد التبرز، وفي بعض الحالات، قد يظهر غثيان أو صداع نتيجة التوتر.

وتؤكد أن علاج «متلازمة القولون العصبي» يعتمد على نهج متكامل يهدف إلى تخفيف حدة الأعراض وتحسين جودة حياة المريض وتقليل التوتر، ويتضمن استخدام أدوية مهدئة للقولون مثل مضادات التقلصات التي يصفها الطبيب، بالإضافة إلى أدوية مضادة للقلق إذا كان التوتر هو المحرك الرئيسي للأعراض.

وتوصي د. رانيا عبد الله الجوهري، بأهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، مع تقليل الدهون والمنبهات مثل الكافيين، مع شرب كميات كافية من المياه، إذ يسهم ذلك في تحسين حركة الأمعاء والحد من التهيج، مؤكدة أهمية تناول السوائل الدافئة مثل النعناع واليانسون.

وتقول إن الدراسات أظهرت أن مكملات الأوميجا-3، والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، تسهم في تحسين الوظيفة الإدراكية خلال فترات التوتر العقلي.

وتنصح بنظيم جدول المذاكرة لتفادي الإرهاق العقلي والتوتر المتراكم، مع الحرص على أخذ فترات راحة منتظمة.

كما يفضل للطالب ممارسة رياضة خفيفة يومياً، وتجنب الأطعمة التي قد تهيج القولون مثل البقوليات، المقليات، والمشروبات الغازية، وضرورة الحصول على نوم كافٍ يتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يومياً، لأن النوم يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على استقرار الجهاز العصبي والهضمي خلال فترة الامتحانات.

وتشدد على ضرورة استشارة الطبيب في الحالات المستعصية أو المزمنة، لضمان تقديم العلاج المناسب بناءً على الحالة الفردية للمريض.