1

تتطلع شركات صناعة السيارات في اليابان إلى استبدال مادة الصلب بألياف السيليولوز لمستخرجة من لب الخشب لتصنيع مركبات أخف وزناً وصديقة للبيئة، ففي اتجاه متزايد نحو بيئة أنظف وبالتزامن مع تهافت شركات السيارات العالمية على تصنيع مركبات أخف وزناً، قام صناع مركبات وباحثون يابانيون بدراسة إمكانية استبدال الصلب بمواد مصنوعة من لب الخشب، فألياف السليولوز الدقيقة هي مادة مشتقة من لب الخشب يبلغ وزنها خُمس وزن الصلب، في حين أنها أقوى بخمسة أضعاف منه.

ويقول باحثون يابانيون وشركات لتصنيع أجزاء السيارات إن مادة مشتقة من لبّ الخشب يبلغ وزنها خُمس وزن الصلب يمكن أن تزيد متانتها خمس مرات على متانة الصلب، وأشار الباحثون إلى أن المادة المعروفة باسم ألياف السليولوز الدقيقة قد تصبح بديلاً عملياً للصلب في العقود القادمة رغم أنها تواجه منافسة من مواد كربونية ومازال الطريق طويلاً قبل إمكانية استخدامها على المستوى التجاري.

2

وسيكون خفض وزن السيارة بالنسبة للباحثين عاملاً جوهرياً في سعي شركات صناعة السيارات لتوسيع نطاق استخدام السيارات الكهربائية. فالبطاريات مكون أساسي لكنه باهظ الكلفة في تلك السيارات ولذلك فإن خفض وزن السيارة سيؤدي إلى تقليل البطاريات التي تحتاجها بما يخفض التكاليف.

ويعمل الباحثون بجامعة كيوتو وشركات كبرى موردة لمكونات السيارات مثل دينسو كورب أكبر الشركات الموردة لشركة تويوتا وكذلك شركة دايكيو نيشيكاوا باستخدام لدائن بلاستيكية مدمجة مع ألياف السليولوز الدقيقة من خلال تفتيت ألياف لبّ الخشب لمئات الأجزاء من المايكرون الذي يمثل جزءاً من ألف جزء من الملليمتر، وقد استخدمت ألياف السليولوز الدقيقة في مجموعة مختلفة من المنتجات بدءاً من الحبر إلى المعروضات الشفافة.

3

غير أن احتمال استخدامها في السيارات أصبح ممكناً من خلال "عملية كيوتو" التي تخلط فيها ألياف خشبية معالجة كيماوياً باللدائن مع تفتيتها في الوقت نفسه إلى ألياف دقيقة الأمر الذي يخفض تكلفة الإنتاج بمقدار الخمس عن العمليات الأخرى.

كما تبلغ تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من ألياف السيليولوز الدقيقة تجارياً حوالي 9 دولارات، وخلال العقود القادمة يمكن أن يصبح السيليولوز بديلاً عملياً للصلب وبالتالي سينخفض وزن السيارة، وتعمل جامعة كيوتو اليابانية جنباً إلى جنب مع أهم موردي قطع السيارات على تطوير سيارة نموذجية باستخدام السليولوز حيث من المتوقع أن تستكمل تنفيذ النموذج بعد 4 أعوام.