114436

أحدث مسح ثلاثي الأبعاد لحطام سفينة تيتانيك نقلة نوعية في فهم تفاصيل غرق السفينة الشهيرة قبل 113 عاماً، مقدماً رؤية غير مسبوقة للحطام المغمور في أعماق المحيط الأطلسي.

ووفقاً لصحيفة "مترو" فإن المشروع الذي نفذته شركة Magellan للتصوير تحت الماء كشف عن تفاصيل دقيقة يمكن أن تغير فهمنا لكيفية غرق السفينة وما حدث خلال الدقائق الأخيرة قبل اختفائها تحت سطح الماء، بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة.

صور ثلاثية الأبعاد لحطام تيتانيك

من خلال 715,000 صورة وملايين القياسات بالليزر، نجح الباحثون في إنتاج نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد للسفينة، ما أتاح للخبراء فرصة فحصها بوضوح أكبر مما كان ممكناً خلال رحلات الغوص الاستكشافية السابقة.

هذا المسح أتاح لأول مرة إمكانية رؤية السفينة بالكامل، بما في ذلك الأجزاء المدفونة في الرمال، والتي لم تكن مرئية سابقاً.

وواحد من أبرز الاكتشافات التي عُثر عليها هو وجود صمام مفتوح في إحدى غرف الغلايات العملاقة، وهو ما يشير إلى أن البخار كان لا يزال يتدفق لتشغيل المولدات الكهربائية خلال لحظات الغرق، مما يفسر استمرار إضاءة السفينة لفترة أطول مما كان متوقعاً.

كما أظهرت الصور أن بعض الغلايات انهارت نحو الداخل، وهو ما قد يعني أنها ظلت تعمل حتى غمرتها المياه بالكامل.

وعلى مدار عقود، تناقلت شهادات الناجين عن تفاصيل غرق تيتانيك، بما في ذلك بقاء الأضواء مشتعلة حتى اللحظات الأخيرة.

هذه الصور الحديثة تدعم صحة هذه الروايات، حيث تظهر أن الطاقم بذل جهداً لإبقاء الطاقة تعمل أطول وقت ممكن، ما ساعد في تنظيم عمليات إجلاء الركاب وسط الظلام القاتم للمحيط الأطلسي.

من جهة أخرى، أكدت النماذج الرقمية أن السفينة انقسمت إلى نصفين أثناء غرقها، وهو ما أثبت لأول مرة عام 1985 عندما تم العثور على الحطام باستخدام رادار السونار الجانبي.

إلا أن المسح الجديد كشف تفاصيل إضافية حول كيفية تفتت الجزء الخلفي من السفينة، الذي يبدو أنه دار حول نفسه، وتفتت أثناء الهبوط إلى القاع، بينما بقي الجزء الأمامي بحالة أفضل نسبياً.