ظهر الفنان الشامي على غلاف مجلّةGQ الشرق الأوسط ضمن سلسلة Men of the Year 2025، ليكون أصغر فنّانٍ يظهر على الغلاف في تاريخ المجلّة. ويُعدّ ظهور الشامي على غلاف GQ إنجازًا بارزًا، إذ تُعتبر المجلّة واحدةً من أبرز المجلات العالميّة في عالم الموضة والفنّ والثقافة، وظهورُه فيها يعكسُ مرّةً جديدة مكانته كأحد أهمّ النجوم الصّاعدين على مستوى العالم العربيّ والدوليّ.
خلال عام واحد، حقّق الشامي نجاحاتٍ هائلةً، من تحطيم رقمٍ قياسيّ في موسوعة "غينيس" العالميّة كأصغر فنّانٍ يصلُ إلى المرتبة الأولى على قوائم Billboard Arabia، إلى ملايين المتابعين على "إنستغرام" و"يوتيوب"، مع جوائز فنيّة عديدة، وغيرها من النجاحات الفنية.
وعند الحديث عن أبرز إنجازاته الشخصية بعيدًا عن الشهرة، شارك الشامي لحظته الفارقة في حياته قائلاً: "وجدتُ نفسي أخيراً مع منزلٍ باسمي، وعائلتي بأكملها من حولي، بعد 13 عاماً من اللجوء، وسنوات من الهجرة، والعيش في مساكن مُستَأجَرة… هذه اللحظة جعلتني أشعرُ بفخر حقيقيّ بنفسي".
ويعتبر الشامي جمهوره جزءًا من عائلته، وهو بالتالي يعي تمامًا اهتمام الناس بعلاقته بهم، إذ أعلن قائلًا: "أفهم الناس الذين يُشكّكون في جمهوري. هذه ظاهرةٌ تحدثُ مرّةً كلّ 40 أو 60 سنة. مسؤوليّتي هي إثبات أنّ حبّهم حقيقيّ، وأن هذا الجمهور يستحقّ الحبّ بالمقابل، يستحقّ موسيقى جيدة ووقتًا ممتعًا".
وعن ألبومه الأول، علّق الشامي قائلاً: "أعتقد أنّ الفنّان يجبُ أن يطرح ألبومًا عندما تتطوّر شخصيّته الفنيّة ويُصبح توقيعُه الموسيقي ّواضحًا. أعمل على ذلك منذ البداية، لكنّني قريبٌ جدًا من إصدار ألبومي الأول".
وكشف الشامي أنّه في صدد التحضير لعددٍ من التعاونات والأغاني الثنائيّة مع فنّانين إقليميّين ودوليّين، من بينهم الفنّان الأميركي جيسون ديرولو المتخصّص في البوب والـR&B.
واعتبر الشامي في سياق كلامه أنّ الفنّ يجب أن يكون للناس، للفقراء، ولأبناء الحروب؛ لكلّ مَن يحتاج إلى ملاذٍ في المشاعر. وأعرب عن شعوره بالفخر والاعتزاز لما وصل اليه الفنّ السوريّ قائلًا: "هذا هو أفضل وقتٍ في التاريخ للفنّ السوريّ ليتوسّع على المستويات العربيّة والشرق أوسطيّة والعالميّة. فانتشارنا حول العالم منحنا خبراتٍ ووجهات نظرٍ عالميّة وشاملة".
في سياق متّصل، أكّد الشامي مواصلة عمله على تطوير نفسه كإنسان، لأنه إذا لم يتطور لن يتمكن من العمل على موسيقاه ومسيرته، بحسب قوله. وأردف قائلاً: "أريد أن أصنع موسيقى ترتبط بالمنطقة، وأتمنى أن تصل عالميًا".
الشامي الذي نشأ بين سوريا وتركيا ولبنان، وعاش تجربة مريرة مع التهجير والانتماء، قال: "سوريا هي الوطن… لكنّ قصّتي غريبةٌ بعض الشيء. شعورُ الانتماء لديّ يتناقض مع مفهوم الوطن. كثيرًا ما أشعر أنّ لبنان هو وطني، وأحيانًا تركيا… أحيانًا أعود وأقول سوريا هي الوطن، لكن لا أعرف بالضبط الى أين أنتمي".
وعن أوّل زيارةٍ له بعد سنواتٍ إلى سوريا، أعلن أنّ أوّل ما فعله كان رؤية العائلة والجيران. وتابع قائلاً: "ذهبت إلى الجامع الأمويّ ثمّ مسجد محي الدين بن عربي لأصلي، وعشتُ ذكريات طفولتي، وزرتُ مدرستي… كتبت موسيقى خلال الرحلة لكنّها ثقيلة، لم أنشرها، لأنّ الناس يحتاجون للفرح فقط".
وفي ما يخصّ الموسيقى ورسالتها، يُؤكّد الشامي على أهميّة نشر السعادة والحب والحنان (ما باتَ يُعرَف بشعاره): "أنا سعيدٌ وممتنٌّ لأنّي ارتبطت بمفهومين مهمَين وصحيَّين في الحياة: السعادة والحبّ والحنان. أريد أن أنشرَ السعادة والحب والحنان، أو على الأقلّ أن أذكّر الناس بها إذا نسوها".
أمّا عن رسالة الشامي للشباب، فقال: "لعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين أبدًا. فلنكن أفضل نسخة من أنفسنا دائمًا، وعلينا ألّا ننسى أنّ العائلة هي كلّ شيء".