
انطلقت رحلة الممثل والمغامر الأرجنتيني كوكو ماجيو من مدينة تينغو ماريا في بيرو، قاصداً نهر مايانتوياكو، أو كما يُعرف محلياً بـ"النهر المغلي"، أحد أكثر الأماكن غرابة وخطورة على سطح الأرض، إذ تتجاوز درجة حرارة مياهه 94 درجة مئوية، في ظاهرة طبيعية حيرت العلماء، وأدهشت من وطأت أقدامهم أرضه.
قطع كوكو الرحلة برفقة مرشد محلي، حيث استقل شاحنة صغيرة لنحو ست ساعات عبر طرق وعرة حتى وصل إلى بلدة هونوريا، ثم أكمل مشياً على الأقدام لمدة 30 دقيقة وسط أدغال كثيفة تنبعث منها أبخرة الماء الساخن، ليصل في النهاية إلى ضفاف النهر الغامض، المختبئ بين النباتات، بعيداً عن أي لافتات أو طرق ممهدة.
وبينما تشكّل حرارة المياه القاتلة خطراً كبيراً، إذ قد تسبب حروقاً من الدرجة الثانية أو الثالثة بمجرد لمسها، قرّر كوكو أن يختبر هذه الحرارة عملياً من خلال إعداد وجبة فطوره في النهر نفسه، حيث قام بجمع الحجارة على ضفافه، وشكّل منها ما يشبه قدراً بدائياً، ثم وضع فيه بضع بيضات.
وبعد 10 دقائق من الغليان، وجد أن البيض ما زال طرياً، فتركه 5 دقائق أخرى، ليجد أنه تماسك بالفعل وأصبح مثالياً للأكل.
في تلك الأجواء الخيالية، وصف كوكو تجربته قائلاً: "شعرت أنني داخل ساونا ضخمة.. كان التنفس صعباً بين بخار الماء الكثيف وحرارة الغابة، كأنك في عالم موازٍ".
النهر الذي يمتد لمسافة 6.4 كيلومتر يُعدّ من أغرب الظواهر الجيولوجية على الكوكب، نظراً لأنه لا يقع بالقرب من أي منطقة بركانية، على عكس معظم الينابيع الحارة الأخرى.
ويعتقد العلماء أن مياهه الساخنة مصدرها مياه أمطار تتسرب من جبال الأنديز، وتتغلغل في أعماق القشرة الأرضية، حيث تسخن بفعل نظام حراري جوفي، قبل أن تعود لتنبثق على السطح بدرجات حرارة شبه غليان.